Wednesday, 5 September 2012

هل ضرب النبي صلى الله عليه وسلم زوجته عائشة رضي الله عنها ؟.


هل ضرب النبي صلى الله عليه وسلم زوجته عائشة رضي الله عنها
السؤال:
ورد في " صحيح مسلم " في الكتاب الرابع ، حديث رقم : (2127) من حديث محمد بن قيس أن عائشة رضي الله عنها ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم لهدها على صدرها لهدة أوجعتها ، ثم قال : ( أتظنين أن يحيف الله عليك ورسوله ). فعلى حد علمي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع يده قط على أحد ليضربه ، فهل بالإمكان أن تشرحوا لي ما سبب ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة كما ذَكَرَت في هذا الحديث ، فهناك الكثير من المغرضين والحاقدين على الإسلام يستخدمون هذا الحديث للطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب :
الحمد لله
الحديث المقصود في السؤال هو ما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت :
( لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا عِنْدِي ، انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ ، وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ ، فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَاضْطَجَعَ ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا ، وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا ، وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ ، ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا ، فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي ، وَاخْتَمَرْتُ ، وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ ، حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَقَامَ ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ ، فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ ، فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ ، فَأَحْضَرَ – أي ركض - فَأَحْضَرْتُ ، فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ ، فَلَيْسَ إِلَّا أَنِ اضْطَجَعْتُ ، فَدَخَلَ ، فَقَالَ : مَا لَكِ يَا عَائِشُ ، حَشْيَا رَابِيَةً ؟ - الحشا : التهيج الذي يعرض للمسرع في مشيه بسبب ارتفاع النفس ، رابية : مرتفعة البطن - قَالَتْ : قُلْتُ : لَا شَيْءَ . قَالَ : لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ . قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، فَأَخْبَرْتُهُ . قَالَ : فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي ، ثُمَّ قَالَ : أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ؟ - أي : هل ظننت أني أظلمك بالذهاب إلى زوجاتي الأخرى في ليلتك - قَالَتْ : مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ ، نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ ، فَنَادَانِي ، فَأَخْفَاهُ مِنْكِ ، فَأَجَبْتُهُ ، فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ ، وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ ، وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي ، فَقَالَ : إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ . قَالَتْ : قُلْتُ : كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : قُولِي : السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَيَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ ) رواه مسلم (974)
وتوضيح الشبهة المثارة في السؤال من وجوه عدة :
أولا :
قول عائشة رضي الله عنها : ( فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي ) يدل على الفعل الذي صدر منه صلى الله عليه وسلم ، وهو مجرد " اللهد "، الذي هو الدفع في الصدر ، أو اللكز ، وهو لا يرقى أن يكون في درجة الضرب الحقيقي الذي يراد به الإيجاع والتحقير ، بل ذكر في " لسان العرب " (3/393) أن من معاني " اللهد " : الغمز ، وفي " تاج العروس " (9/145) أن من معاني " اللهد " : الضغط .
يقول أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله :
" لَهَدتُّ الرجل ألهده لهدا : إذا لكزته " انتهى من " غريب الحديث " (4/260)
ويقول ابن فارس رحمه الله :
" لهدت الرجل : دفعته " انتهى من " مجمل اللغة " (ص/796)
ويقول ابن الأثير رحمه الله :
" اللهد : الدفع الشديد في الصدر " انتهى من " النهاية " (4/281)
وكلها مترادفات تدل على أنه عليه الصلاة والسلام لم يضربها بالمعنى الذي يريده الطاعنون ، وإنما غمزها أو دفعها في صدرها دفعة وجدت بسببها وجعا ، ولكنه وجع يسير غير مقصود ، بل المقصود التنبيه والتعليم .
ثانيا :
لو تأمل قارئ هذا الحديث لعرف أنه دليل من أدلة عظمة خُلق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن رجلا يعيش مع زوجته سنين عديدة ، وتصدر منها تصرفات كثيرة بسبب الغيرة التي جبلت عليها النساء ، ثم لا يُعرف أنه عليه الصلاة والسلام تسبب لها بالأذى القولي أو الفعلي سوى ما يزعم وجوده في هذا الحديث ، رغم كثرة الرواة ونقلهم جميع تفاصيل حياته صلى الله عليه وسلم : كل ذلك دليل على كماله عليه الصلاة والسلام .
أما الحاقدون الطاعنون فيتمنون لو يجدون أنه عليه الصلاة والسلام ضرب زوجته ضربا مبرحا ، أو على الأقل ضربا مؤذيا على سبيل التعنيف والإهانة ، ولكنهم خابوا وخسروا ، فغاية ما في هذا الحديث أن عائشة رضي الله عنها قالت : ( فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي )، ومن يريد الضرب والإهانة لا يقتصر على " اللهد " في الصدر ، وإنما يفرغ قوته في جوانب الجسم أو الوجه ، ويترك أثرا مهينا في نفس المضروب ، ولم نجد من ذلك شيئا في حديث عائشة رضي الله عنها .
ثالثا :
هذا الحديث دليل على كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم ، ورحمته ، ورقة قلبه عليه الصلاة والسلام ، حيث لم يعنف ولم يضرب ولم يوبخ ، وإنما عاتب عتابا لطيفا أراد به تعليم عائشة رضي الله عنها والأمة من بعدها ، أن الله عز وجل ورسوله عليه الصلاة والسلام لا يظلمان أحدا ، وأنه لا يجوز لأحد أن يسيء الظن بالله ورسوله ، بل الواجب إحسان الظن بالله ، والرضا بما قسمه الله عز وجل ، فكانت تلك " اللهدة " أسلوبا من أساليب التعليم والتربية ، والتنبيه إلى أمر مهم عظيم ، لا يليق بها أن تنساه أو تغفل عنه ، مهما كانت غيرتها على النبي صلى الله عليه وسلم ، ومحبتها له ، فليس نبي الله صلى الله عليه وسلم بالمحل الذي يظن به أن يظلم امرأة لأجل أخرى من نسائه ، حاشاه من ذلك صلى الله عليه وسلم .
رابعا :
مما يدل على أن هذه " اللهدة " لم تكن على سبيل الضرب والإيجاع ، إنما على سبيل التعليم والتنبيه : استكمال الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين عائشة رضي الله عنه ، فقد كان حوارا نافعا هادئا تجلت فيه رحمة المعلم المربي عليه الصلاة والسلام ، حيث اعتذر إليها ببيان سبب خروجه من المنزل تلك الساعة المتأخرة ، وتلطف عليه الصلاة والسلام في إيجاف الباب والخروج من البيت بدون صوت كي لا يقطع عليها نومتها ، ومثل هذا الاعتذار لا يصدر عن غضب ولا عن قصد إيجاع ، إنما يصدر من زوج كريم رؤوف رحيم ، يحترم زوجته ، ويشرح لها عذره ، ويبين لها تفاصيل ما حدث معه ، لتشاركه قصته ، فتبعث في نفسها روح الثقة بالزوج المخلص الصادق .
( قَالَتْ عائشة : مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ ، نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ ، فَنَادَانِي ، فَأَخْفَاهُ مِنْكِ ، فَأَجَبْتُهُ ، فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ ، وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ ، وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي ، فَقَالَ : إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ . قَالَتْ : قُلْتُ : كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : قُولِي : السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَيَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ) .
فليتأمل الصادق المخلص في طلب الحق : حال زوج جاءه أمر مهم ، وهو نائم في فراش زوجته بالليل ؛ فأراد أن يخرج من عندها ، لكنه كره أن يوقظها فيزعجها عن منامها ، وكره أيضا أن تستيقظ فتستوحش وتقلق وتخاف من فقدانها لزوجها الذي كان بجانبها ، فجأة !!
خامسا :
لو رحنا نسوق الأحاديث الدالة على حلمه عليه الصلاة والسلام على أزواجه لطال بنا المقام ، فقد كان حليما رحيما في مواقف يمكن أن تخرج الزوج العادي عن هدوئه ، غير أن صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم تحلى بالصبر ، وتزين بالحلم ، بل منع كل أذى يمكن أن يصل إلى زوجته .
ومن ذلك ما روته أم سلمة رضي الله عنها :
( أَنَّهَا أَتَتْ بِطَعَامٍ فِي صَحْفَةٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ ، فَجَاءَتْ عَائِشَةُ مُتَّزِرَةً بِكِسَاءٍ ، وَمَعَهَا فِهْرٌ – وهو حجر ملء الكف -، فَفَلَقَتْ بِهِ الصَّحْفَةَ ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ فِلْقَتَيْ الصَّحْفَةِ ، وَيَقُولُ : كُلُوا ، غَارَتْ أُمُّكُمْ . مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحْفَةَ عَائِشَةَ ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، وَأَعْطَى صَحْفَةَ أُمِّ سَلَمَةَ عَائِشَةَ )
رواه النسائي في " السنن " (3956) وصححه الألباني في " صحيح النسائي "
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال :
( جَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَمِعَ عَائِشَةَ وَهِيَ رَافِعَةٌ صَوْتَهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ ، فَقَالَ : يَا ابْنَةَ أُمِّ رُومَانَ وَتَنَاوَلَهَا ، أَتَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
قَالَ : فَحَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا ، قَالَ : فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ لَهَا يَتَرَضَّاهَا : أَلَا تَرَيْنَ أَنِّي قَدْ حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ .
قَالَ : ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ ، فَوَجَدَهُ يُضَاحِكُهَا ، قَالَ : فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللهِ أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا ، كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا )
رواه أحمد في " المسند " (30/341-342) وقال المحققون : إسناده صحيح على شرط مسلم.
فليتأمل هؤلاء الحاقدون كم كانت رحمته صلى الله عليه وسلم بزوجته عائشة رضي الله عنها ، وكم كان يحبها حتى في المواقف الشديدة أمام ضيوفه الذين كسرت صحفة الطعام بين أيديهم ، فكان يبحث لها عن عذر فقال : ( غارت أمكم )
أفليست الغيرة هي السبب نفسه الذي دفع عائشة رضي الله عنها إلى الخروج وراء النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة من بيتها ، حيث ظنت أنه سيخرج إلى بعض زوجاته الأخريات ، ولم يكن ذلك سببا لتعنيفه صلى الله عليه وسلم بالضرب الموجع الذي يحصل عند كثير من الأزواج.
سادسا :
لو كانت هذه " اللهدة " ضربة حقيقية عنيفة لكانت عائشة رضي الله عنها بكت كما تبكي النساء الحديثات السن ، ولأظهرت ألمها واعتراضها على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنها لم تفعل ذلك ، بل بادرت إلى استكمال الحوار مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وملاطفته بالسؤال المؤدب عن الذكر المستحب عند زيارة القبور ، فدل ذلك على أن " اللهدة " لم تكن إلا على سبيل التنبيه والتعليم ، وأن عائشة رضي الله عنها لم يقع في نفسها أدنى قدر من الأذى الذي يبحث عنه الحاقدون على نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام .
سابعا :
ثم نقول أيضا : إن ضرب الزوج زوجته - إذا كان ضربا يسيرا من غير إهانة ولا تحقير ، ووجدت الحاجة الماسة إليه - : هو أمر جائز أجازه القرآن الكريم ، حيث يقول الله تعالى :
( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) النساء/34.
وقد أخطأت عائشة رضي الله عنها بخروجها من منزلها بغير إذن زوجها عليه الصلاة والسلام ، ولكنَّ عذرَها أنها لحقته ، وأنها في طمأنينة بقربها منها ، وإدراكه لها إذا لزم الأمر ، ولكنه – على كل حال – تصرف خاطئ ، ومع ذلك لم يستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أجازه القرآن الكريم من ضرب يسير ، ولو فعل لما كان في ذلك حرج ، فمن حقه أن يعاقب على الإساءة ، كما أخذ نبي الله موسى عليه السلام برأس أخيه يجره إليه ، وإنما استعمل نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم " الغمز " في الصدر مع التخويف بالله عز وجل ، وذلك من كمال خلقه عليه الصلاة والسلام .
والله أعلم .

No comments:

Post a Comment